أهمية العلاج الروحاني في علاج الأمراض النفسية :
ذكرنا فيما سبق ان التغيير يبدأ بتغيير الأفكار و القناعات و المبادىء والقيم البالية وتعديل المشوه منها وحذف ما لم يعد ينفعنا او يساعدنا في السير قدما في هذه الحياة ,,, وذكرنا كيف نبدأ نحن بالتغيير اذا فشل ابناؤنا او انقطع حبل التواصل بيننا وبينهم,,, لنعرف اين نحن وماذا واين نبدأ التغيير ,,, وحتى نغير انفسنا لحياة افضل يجب ان نقيم ما نحن عليه في جميع جوانب حياتنا ( الروحانية والاجتماعية والصحية والمادية والنفسية ) قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ان لربك عليك حقا وان لأهلك عليك حقا وان لنفسك عليك حقا ولجسدك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه ,,,, اول ما نبدأ بتغييره او تعديله او اعطاءه المزيد ,, والذي سوف يؤثر على بقية الجوانب ,, هو الجانب الروحاني ,, عندما يكون الانسان متصلا بالله سبحانه وتعالى وقلبه معلق به ويحب بحبه ويكره بكرهه اطمأن قلبه وانست روحه وارتاحت ويشعر بلذة وحلاوة وسعادة لم يشعرها قط في اي موقف من مواقف الحياة سواء عند الانتصار او الانجاز او الامتلاك لأي شيء من ملذات الحياة ,, لو يعلم غير المسلمين هذه الحلاوة لقاتلونا عليها بالسيوف كما قال الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ,,, عندما يخشع القلب ويفرغ العقل من التفكير في امور الدنيا ويسجد العبد بين يدي ربه ويسلم نفسه وامره لخالقه ويلقي بكل مصائب ومشاكل الدنيا خلف ظهره ويتوكل على الله الذي بيده مقاليد الامور ويقلب قلوب البشر كيفما شاء ,,, وعندما يتذكر ان الدنيا انما هي معبر وليس مستقر,, وان المهم هو لقاء الله ونحن على الايمان وان نعمل عملا صالحا ,,, ولو تعلم انك حين تنام فان الحي القيوم الذي لا ينام يدبر لك امرك لبكيت بكاء الطفل ,, وان كل شيء في اللوح المحفوظ وانه لن يؤذيك احد الا اذا شاء الله ,, وتتذكر قوله سبحانه وتعالى ” قال ربك هو علي هين ” فماذا تريد من الله ؟ مال ؟ بيت ؟ سيارة ؟ حل مشكلة؟ رفع هم وغم ؟ اليس ذلك على الله بهين !!! ولكن كل شيء بقدر ,,, لا يدوم حال ولا يبقى شيء كما هو ,,, لو تذكرنا قول الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ” لو اتكلتم على الله حق التوكل لرزقكم الله كما يرزق الطير في السماء ” والتوكل هنا العمل ثم تفويض الامر لله سبحانه ,, اذا قل لي ,, اي حزن سنشعر به وأي ضيق تضيق به صدورنا وأي قلق بل وأي اكتئاب سينتابنا ,,, سوف تهون الدنيا علينا وتخرج من قلوبنا وان ملكناها بأيدينا ,,,
اننا عندما نكون مع الله كل امور حياتنا تتعدل,, علاقتنا بأنفسنا وكل من حولنا ,,, سوف تأتي الدنيا لنا طواعا ,, كما جاء في الحديث ” من كانت الآخرة همه أتى الله بالدنيا طواعا ” وسوف يجعل لك القبول في الارض والسماء ويحبك الناس وسوف تنجح في امور حياتك ويبارك الله لك في عمرك ومالك وأبنائك ,,, وسوف تشعر بالسعادة والاطمئنان ولا تهاب احدا ولا تخاف فقرا ولا مرضا فانت تعلم ان الله ما يمرضك الا ليشفيك وما يفقرك الا ليغنيك ,,, انك لا تقلق لأنك لا تخاف المستقبل ولا تحزن على ما فات لأنك تعلم ان الله عفو غفور وان الله الكريم سيعوضك خيرا مما أفقدك,, أي سعادة وأي استقرار وأي اطمئنان وأي حب يملأ القلب يغنيك عن حب الناس ,,, اليس هذا ما نسعى اليه !! أتعجب لمن يريد فصل الدين عن السياسة والاقتصاد والعلم والحياة الاجتماعية ,,, وهل هم حين فصلوه ,, يشعرون بهذه السعادة والاستقرار!! اليس هم من يعاني من التفكك والقلق والمشاكل النفسية والاجتماعية والسياسية ,, ألم ينهار اقتصادهم !! يا سبحان الله ان الدين الاسلامي هو المنهج الرباني من الخالق الى المخلوق ,, لن يستقيم أمرنا الا بالرجوع اليه والبدء منه لنغير حياتنا ونحقق كل ما نريد في جميع جوانب الحياة ,,, لحياة افضل